أكدت السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، "التزام حكومتها بهذا المشروع الذي يهدف الى الحفاظ على البيئة"، ورأت خلال احتفال بيوم الأرض في أرز إهمج، "إننا اليوم هنا جميعا لايماننا القوي بضرورة حفظ غابات لبنان وجمال طبيعته"، واعتبرت ان "من المؤثر أن أرى شبابا من بيئات مختلفة يجمعها هذا الزخم والحماس لزراعة الاشجار واعادة لبنان الاخضر وغابات الارز الخلابة، مضيفة ان " ازالة الغابات تحدث يوميا بشكل مخيف وتؤدي الى خفض مستوى الحياة لجميع سكان هذا البلد الجميل"، وأسفت لأن "نسبة الاراضي التي تغطيها الغابات انخفضت 17% خلال الاعوام الخمسين الماضية".
ولفتت ريتشارد الى "أن الخطر المتزايد يهدد اشجار الارز والصنوبر واشجار اخرى بسبب قلة المياه والحرائق والازدهار المدني، كما أن خسارة الغابات تشكل تهديدا اقتصاديا وبيئيا، فاضمحلال الغابات التي تغطي لبنان شجع حكومة الولايات المتحدة لتنضم الى شركاء لبنانيين لتعميم اعادة التحريج وبناء القدرات في المجتمعات المحلية، والمنظمات والبلديات لمنع حدوث الحرائق وحماية الارواح. لذا، في العام 2004 وحدنا جهودنا مع شركائنا ومنظمة "خدمة الغابات في الولايات المتحدة" في حملة في كل لبنان لمحاربة الحرائق في الغابات وفي عام 2010 قمنا بخطوة لزيادة دعم هذه الجهود فأطلقنا "مبادرة اعادة التحريج في لبنان"، بهدف ترويج واعادة زراعة الغابات ومنع الحرائق فيها. لقد تعاونا من خلال "مبادرة اعادة التحريج في لبنان" مع المجتمع المدني ومجموعات الشباب والبلديات لتسريع وتيرة ونطاق اعادة التحريج. وقد ساهمنا في زراعة وفي استدامة اكثر من 600 ألف شتلة اصيلة على جميع الاراضي اللبنانية، حيث بلغ معدل نسبة الشتول التي اينعت 75% الى 80%. كما ساهمنا حتى اليوم في خلق 1200 وظيفة موسمية لرجال ونساء في المناطق الريفية".
وأكملت: "إن تضافر جهودنا وطد العلاقات بين المجتمعات المحلية المختلفة، اذ خلقت ثلاثة ممرات اجتماعية وبيئية في راشيا والشمال والشوف، يتم من خلالها تشارك افضل الطرق في اعادة التحريج وترويج الحوار بين الطوائف وتعزيز التفاهم بين اللبنانيين واللاجئين، بفضل المشروع التشاركي لاعادة زراعة الغابات، تمكنا من دعم اكثر من اربعين مجتمعا محليا يعملون لتبني ممارسات حرجية مستدامة وادارة حرائق الغابات وساعدناهم ليتمكنوا من حماية الحاجات البيئية، كما تمكنا من جعل مئات الشباب يشاركون كل سنة في حملات توعية ونشاطات زراعة الاشجار لتمكينهم من القيام بخطوات ايجابية لحماية البيئة في لبنان. كذلك ساهمنا في خلق التزام وطني تجاه اعادة زراعة الغابات والحفاظ عليها، وذلك بجعل المتبرعين الآخرين والحكومة الوطنية تلتزم المحافظة على الغابات من خلال تبني افضل الممارسات من كل ارجاء العالم. في كل عام، يجتمع آلاف اللبنانيين لبناء مستقبل اكثر اخضرارا للبنان وهذا دليل على أن البيئة عامل موحد يمكن أن يسد الفجوة بين المجتمعات المحلية المختلفة ويؤدي إلى تغييرات تحولية في الممارسات البيئية. واليوم، يتزايد التزامنا بتعزيز التنوع البيئي في لبنان".
ثم هنأت جميع المتطوعين وحيت "تفانيهم ومشاركتهم لإحياء جمال لبنان الطبيعي وشجرة الأرز على وجه الخصوص"، وأثنت على "جهود مؤسسة مبادرة اعادة تحريج في لبنان والمجتمعات المحلية واللجان البيئية في جميع أنحاء لبنان لكونهم دعاة للقضايا البيئية ولتوسيع نطاق الوعي البيئي". وشكرت وزارة البيئة على "دعمها للجهود الرامية إلى تعزيز التنوع البيئي الغني في لبنان"، والمشاركين في هذا اليوم على "عملهم الجاد لاستعادة الغابات الخضراء التي هي رمز هذه الأرض منذ آلاف السنين، لافتة إلى انها تتطلع إلى "زيادة المشاركة في مبادرات مثل هذه التي نقوم بها اليوم وذلك لضمان إعادة التحريج بصورة مستدامة في المستقبل".
وختمت: "هناك قول مأثور أن "الوقاية خير من العلاج". لذلك دعونا نعمل معا لإنقاذ هذه الأشجار بحيث تتمكن الاجيال القادمة بالتمتع بجمال هذا البلد الطبيعي"، وبعدها غرست شجرة أرز في مكان الاحتفال.
وقد نظم مشروع التحريج في لبنان "lri"، الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "usaid" والمنفذ من مديرية الاحراج الاميركية "usfs"، يوما بيئيا في أرز اهمج تحت عنوان "سوا لتبقى البكرا" لمناسبة يوم الارض، برعاية بلدية اهمج وبالتعاون مع لجان الممرات الاجتماعية البيئية في الشمال وراشيا والشوف، في حضور ممثل وزير البيئة طارق الخطيب المهندس بول موسى،والنائب سيمون ابي رميا، مديرة الوكالة في لبنان آن باترسون، رئيس البلدية نزيه أبي سمعان، وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات.